ازدادت حُمى إنهاك الثورة حتى دارت رأسها وبدأت فى الترنح، وتوشك على السقوط
..
منذ بداية الثورة، ومحاولات وأدها فى مهدها تلقى مؤيدين من أصحاب المصالح والفاسدين والمتضررين من العدالة والمنتفعين من الداخل والخارج، بل والخارج ذات نفسه لو جاز لي التعبير.
وبالطبع اتجهت هذه المحاولات بثقلها فى أول الأمر إلى أولي الأمر.
وبالطبع فشلت تلك المحاولات نظرًا لتكاتف الثوار وتلاحمهم تحت نفس الراية، الشعب يريد إسقاط النظام.
وقد حدث.. بشكلٍ ما،
بالمفهوم الأشمل.. حدث إسقاط لمعظم رؤوس النظام وهروب البعض واختباء البعض الآخر فى الجحور، ولكن..
تبقى لنا البعض.. مداهنين ومتملقين، بكلامهم المعسول.
فتكفلوا بسقف المطالب، تهيئةً لهدمه على رؤوس الثوار "و الكل كليلة".
وهنا تركت القوى المناهضة للثورة أولي الأمر وبحثت عن الأمر ذاته، فوجدته متمثلاً فى طباع تم ترسيخها فى المجتمع وعادات تم مسخ أفراد من المجتمع لممارستها وأقاويل تم ترسيخها بأذهان الناس.. بل متمثلًا فى وهن المرض و ظلام الجهل وجبروت الفقر.
وهنا سلكت الحرب ضد الثورة مسلكاً جديداً، وأصبحت الثورة بين المطرقة والسندان.
مطرقة خارجية تسعى لإشعال نار الفتن وتؤجج لهيب التفرقة وتلعب على بؤر معروفة لديها عن طريق عملائها الدائمين داخل وخارج الحكومات التى تعاقبت علينا قبل ومنذ بداية الثورة، والحمقى الذين يظنون أنهم أصحاب مبادئ وهم عبارة عن دمى تحركها القوى المضادة للثورة، بل و داخل الأجهزة الأمنية، فإذا ما تحول درع الدولة وحاميها إلى عصى لإرهاب المواطنين وسلاح لتهديد الثائرين، فهذه قمة العمالة!
فتم حصار الثوار باتهامات ما بين تخوين وتمويل وتدريب وتفعيل،
و بين مناوئة وإهانة وتحريض وإثارة فتن.
و الأدهى من ذلك، اتهامات من الأهل والأصدقاء ما بين "الله يخرب بيوتكم واتهدوا بقى خربتوا البلد وفسيتوا العجلة ووقفتوا حال القاعدين وقاعدتوا حال الواقفين"،
وما بين "سيبوا الصنية علشان التنمية.. وكفاية اعتصام علشان النظام"،
وكل ما شابه من أقاويل تم ترديدها وترويجها، و للأسف لقت صدى ويقوم بنشرها الإعلام الزائف الجاحد الذي ينتفى عنه اللقب و تتبرأ منه الصفة فهو ليس بإعلامٍ ولكنه إعتام وتجهيل ونشر للأكاذيب والنفاق والرياء.
فكل دور "الإعتام" الهمام هو نشر الأقاويل المكذوبة والحواديت المعسولة عن حماة الوطن وحماية الثورة وعمالة الثوار و خيانة الأبطال.
ولكن بعيداً عن التعميم هناك فلة من الشرفاء الذين حاربوا بألسنتهم وأقلامهم وأفكارهم ظلام الجهل و ظلم الجبابرة.
قد نختلف مع البعض فى الرأي وقد نتفق، وقد نتشاور ونصل إلى منطقة محايدة.. ولكن يجب أن نعلم أن الثورة تترنح، وتتلقى ضربات قاضية.
في نقاش ساخر قلت لأحد الاصدقاء:
في نقاش ساخر قلت لأحد الاصدقاء:
"هيلموا الثوار زي الفراخ ويقولوا عندهم انفلونزا المظاهرات، والناس هتصدق وهتبلغ عن أي مظاهرة وهيلبسوا كمامات لو لقوا أي تجمعات".
وبالفعل بدأ مسلسل الحساب،
فكل من عبر عن مطالبه بحرية مكفولة للبشر أجمعين:
"تعالى يا حبيبي بتقول ايه؟ أنت صربي ولا جنسيتك ايه؟"
وكل من ثار فغضب فأطلق العنان لمشاعره:
"أنت ازاى تقول كده على عمو المجلس العسكري؟ أنت ماتعرفش أنهم العمود اللي باقي؟ كده كخ".
وكل من انتقد الأداء العام الذي يلتف حول الثورة ويعيدنا إلى بداية الطريق المظلم
"آه انتوا شكلكوا كده بتناوئوا ومش هتجيبوها لبر"0
وأخشى ما أخشاه أن استيقظ لأجد استدعاء من النيابة العسكرية والتهمة:
"جرح مشاعر المجلس "
#NOSCAF