الأحد، 14 أغسطس 2011

"نوسكافى" جرح مشاعر المجلس




ازدادت حُمى إنهاك الثورة حتى دارت رأسها وبدأت فى الترنح، وتوشك على السقوط
..
منذ بداية الثورة، ومحاولات وأدها فى مهدها تلقى مؤيدين من أصحاب المصالح والفاسدين والمتضررين من العدالة والمنتفعين من الداخل والخارج، بل والخارج ذات نفسه لو جاز لي التعبير.
وبالطبع اتجهت هذه المحاولات بثقلها فى أول الأمر إلى أولي الأمر.
وبالطبع فشلت تلك المحاولات نظرًا لتكاتف الثوار وتلاحمهم تحت نفس الراية، الشعب يريد إسقاط النظام.
وقد حدث.. بشكلٍ ما،
 بالمفهوم الأشمل.. حدث إسقاط لمعظم رؤوس النظام وهروب البعض واختباء البعض الآخر فى الجحور، ولكن..
تبقى لنا البعض.. مداهنين ومتملقين، بكلامهم المعسول.
فتكفلوا بسقف المطالب، تهيئةً لهدمه على رؤوس الثوار "و الكل كليلة".
وهنا تركت القوى المناهضة للثورة أولي الأمر وبحثت عن الأمر ذاته، فوجدته متمثلاً فى طباع تم ترسيخها فى المجتمع وعادات تم مسخ أفراد من المجتمع لممارستها وأقاويل تم ترسيخها بأذهان الناس.. بل متمثلًا فى وهن المرض و ظلام الجهل وجبروت الفقر.
وهنا سلكت الحرب ضد الثورة مسلكاً جديداً، وأصبحت الثورة بين المطرقة والسندان.
مطرقة خارجية تسعى لإشعال نار الفتن وتؤجج لهيب التفرقة وتلعب على بؤر معروفة لديها عن طريق عملائها الدائمين داخل وخارج الحكومات التى تعاقبت علينا قبل ومنذ بداية الثورة، والحمقى الذين يظنون أنهم أصحاب مبادئ وهم عبارة عن دمى تحركها القوى المضادة للثورة، بل و داخل الأجهزة الأمنية، فإذا ما تحول درع الدولة وحاميها إلى عصى لإرهاب المواطنين وسلاح لتهديد الثائرين، فهذه قمة العمالة!
فتم حصار الثوار باتهامات ما بين تخوين وتمويل وتدريب وتفعيل،  
و بين مناوئة وإهانة وتحريض وإثارة فتن.
و الأدهى من ذلك، اتهامات من الأهل والأصدقاء ما بين "الله يخرب بيوتكم واتهدوا بقى خربتوا البلد وفسيتوا العجلة ووقفتوا حال القاعدين وقاعدتوا حال الواقفين"،
وما بين "سيبوا الصنية علشان التنمية.. وكفاية اعتصام علشان النظام"،
وكل ما شابه من أقاويل تم ترديدها وترويجها، و للأسف لقت صدى ويقوم بنشرها الإعلام الزائف الجاحد الذي ينتفى عنه اللقب و تتبرأ منه الصفة فهو ليس بإعلامٍ ولكنه إعتام وتجهيل ونشر للأكاذيب  والنفاق والرياء.
فكل دور "الإعتام" الهمام هو نشر الأقاويل المكذوبة والحواديت المعسولة عن حماة الوطن وحماية الثورة  وعمالة الثوار و خيانة الأبطال.
ولكن بعيداً عن التعميم هناك فلة من  الشرفاء الذين حاربوا بألسنتهم وأقلامهم وأفكارهم ظلام الجهل و ظلم الجبابرة.
قد نختلف مع البعض فى الرأي وقد نتفق، وقد نتشاور ونصل إلى منطقة محايدة.. ولكن يجب أن نعلم أن الثورة تترنح، وتتلقى ضربات قاضية.
في نقاش ساخر قلت لأحد الاصدقاء:
"هيلموا الثوار زي الفراخ ويقولوا عندهم انفلونزا المظاهرات، والناس هتصدق وهتبلغ عن أي مظاهرة وهيلبسوا كمامات لو لقوا أي تجمعات".
وبالفعل بدأ مسلسل الحساب،
 فكل من عبر عن مطالبه بحرية مكفولة للبشر أجمعين:
"تعالى يا حبيبي بتقول ايه؟ أنت صربي ولا جنسيتك ايه؟"
وكل من ثار فغضب فأطلق العنان لمشاعره:
"أنت ازاى تقول كده على عمو المجلس العسكري؟ أنت ماتعرفش أنهم العمود اللي باقي؟ كده كخ".
وكل من انتقد الأداء العام الذي يلتف حول الثورة ويعيدنا إلى بداية الطريق المظلم
"آه  انتوا شكلكوا كده بتناوئوا ومش هتجيبوها لبر"0
وأخشى ما أخشاه أن استيقظ لأجد استدعاء من النيابة العسكرية والتهمة:
"جرح مشاعر المجلس "
#NOSCAF

الأحد، 7 أغسطس 2011

من هم اعداء الثورة ؟


 اسئلة كثيرة معلقة فى سماء الأوضاع المتوترة, والتى تشى بمجموعة من الاخطار المحدقة بالوضع الثورى, الذي يترتب عليه حال البلاد و العباد خلال المرحلة الحالية و القادمة .. الفاصلة فى تاريخ مصرنا الحبيبة, بعض هذه الاسئلة بدون اجابات و بعضها له اجابات معروفة لدي الجميع .. و البعض الآخر له اجابات غامضة .. غير محددة الانتماء او الاهداف.
و عندما نتتبع ايَ من هذه الأسئلة, سنصل فى النهاية الى نفس التساؤل..,  
من هم اعداء الثورة؟
و للإجابة عن هذا السؤال, نحتاج لاستعراض بعض الأفكار.
-        فعند النظر الى تاريخ الثورات و اسباب قيامها, نرى ان هناك عامل دائم و مشترك الا وهو وجود ظلم بين, و سيادة الطغيان الواقع على قطاع عريض من فئات الشعب فى مختلف وسائل المعيشة, بدأً من توفير رغيف العيش و انتهاءً بالقرارات السيادية التى تتخذها القيادة السياسية او الحكومة.
-        و عند البحث فى تاريخ الثورات, نرى ان السبب الأعظم لنجاحها هو تحالف و تكاتف القوى الشعبية حول مطالب واضحة تعكس رغبات و احتياجات السواد الأعظم من الجمهور.
-        و هنا يجب ان نفرق بين نوعين من الثورات:
  •  الثورات التى تقوم ضد احتلال او اغتصاب لأرض الوطن.
و هنا يظهر العدو بوضوح و تكون الثورة موجهة بكل قواها الى كيان العدوان لانتزاع الحقوق الشرعية لأصحاب الأرض, وغالباً ما تصل الى مائدة المفاوضات, سواء حدث اتفاق وتنفيذ للمطالب او حدث التفاف ينتج عنه تصعيد قد يصل الى حد المقاومة المسلحة, وتكون الشرعية دائماً الى جانب اصحاب الحق الذين هم اصحاب الأرض, سواء اتفق او اختلف المجتمع الدولى على ذلك.
  • النوع الآخر هو الثورات التى تقوم ضد نظام الحكم و اعتراضاً على انتهاك الحقوق الأصيلة للمواطن.
و هنا قد تكون الثورة ضد الحاكم او ضد نظام الحكم او ضد حكومة النظام, وتبدأ المطالب فى التبلور مع اجتياح الثورة لقطاعات الظلم, وكلما تقدمت الثورة كلما ظهر فساد الدولة, وارتفع سقف المطالب فى تناسب طردى مع حجم الفساد و الطغيان الواقعين على ابناء الوطن,
 فإذا ما تمت الاستجابة الى المطالب بشكل كلى او شكل جزئى فى اطار زمنى واضح لاستكمال المتبقى  منها, تهدأ الروح الثورية تدريجياً و تتحول الى روح مشاركة مجتمعية و وجدانية بناءة  ومتوازية مع تحقيق هذه المطالب التى تتحول هنا الى اهداف الدولة و مطالب ابناءها فيتوحد الاطار الطبيعي
 ,(مصلحة الوطن و المواطنين).
و اذا لم يتم الاستجابة الى المطالب او تم الالتفاف حولها من خلال المماطلة او الخداع, فتفوح رائحة التلاعب و تبدأ بعض فئات الشعب بالإنتباه, فالإعتراض ثم التصعيد الى ان تعود الموجة الثورية الى قمة الهرم البيانى الذى بدأت به, و هذا هو التوقيت الذي يطفو فيه على السطح اهم الأسئلة, من المستفيد من ما يحدث,  
ومن هو العدو الحقيقي؟
هل هو عدو خارجى يقوم بتحريك الاحداث بالتخطيط بعيد المدى و من خلال ادوات له داخل الدولة سواء كانت عملاء او غافلين او فاسدين مستفيدين من حالة الفوضى او مخدوعين ظنهم انهم يحققوا خططهم
ام هو عدو داخلى يحمى فساده و يتستر على فساد سابقينه؟
- وفى هذه الحالة ايضاً يبحث العدو الخارجى الاوضاع القائمة ليصل الى اقصى استفادة ممكنة -  
و هناك خيار ثالث و هو انعدام كفاءة النظام القائم على الحكم, وفى هذه الحالة يجب اتخاذ اجراءات عاجلة وحاسمة لتصحيح المسار الثورى, وينبغى ان يتم استقاء هذه الخطوات من وحى المطالب الشعبية و من واقع الروح الثورية .. وهذا هو الحل التلقائى الذي يتبناه العقل .. وتستكين له ارادة معظم الجماهير, والذي يجب ايضاً ان تؤيده الحكومة التى يفترض ان ترجح كفة المصلحة العليا للبلاد بمواطنيها ..
هذا هو العدو الثالث .. قلة الكفاءة و انعدام النظام.
فأين عدونا الحقيقى , وهل يمكن ان نكون فى مواجهة مع الثلاثة اعداء فى نفس التوقيت !!

يجب علينا جميعاً ان نتحرك, بدافع حب الوطن, و الحفاظ على مكتسبات ثورتنا المجيدة التى ارتوت من دماء بناتها و ابنائها, وان لم يكن فبدافع المصالح الشخصية !! فالمهم التحرك – ففى الحركة بركة –  بغض النظر عن الدافع, ولكن نظراً الى الواقع, الذي سيصل بنا الى هدف جامع .. عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية.